واحة الابتدائية الخامسة عشر بمكة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

البيئة الصحية عنوان العلم والحضارة


    الولد الاسود قصه حقيقه

    (¨`•RoCk•´¨)
    (¨`•RoCk•´¨)
    مشرفه
    مشرفه


    المساهمات : 238
    تاريخ التسجيل : 04/04/2010

    الولد الاسود قصه حقيقه Empty الولد الاسود قصه حقيقه

    مُساهمة  (¨`•RoCk•´¨) السبت مايو 08, 2010 6:48 am

    الولـد الأسود قصـة حقيقيــة :::::::


    ,, الولد الأسود قصة حقيقية ,,

    خمسة أصدقاء صغار يلعبون في ساحة الحرم النبوي الشريف ، بعد صلاة عصر يوم الجمعة .يتسابقون ويضحكون وينادون الحمام السابح في الفضاء بين المآذن والقباب الخضراء .
    ينثرون الحب على أرض الساحة الرخامية الباردة فيهبط الحمام ليلتقط الحب . أحد الصغاركان أسود اللون ، يبدو كالشامة بينهم ، أمسك حمامة بيديه الصغيرتين ، شم رائحتها ،وداعب رأسها بأنفه فتململت الحمامة ، رفع الولد ذراعيه إلى الأعلى وأطلق الحمامة فحلقت صوب سرب حمام هبط فوق إحدى المآذن .
    نادى أحد الصغار بقية رفاقه بصوت عال قائلا : ـ تعالوا ... تعالوا ... سنلعب لعبة جديدة .. تعالوا بسرعة ، سأشرحها لكم .
    تحلق رفاقه حوله و التحمت أجسادهم ورؤوسهم حتى بدوا كحلقة مستديرة . اقترب منهم رجل عجوز عابس الوجه يدل مظهره على اليسار ، يتكأ على عصا سوداء ذات مقبض ذهبي اللون موشى ببعض الأحجار الكريمة ، تأملهم العجوز بعيني صقر ثم نادى بصوت غليظ : ـ هيه يا أولاد .. يا أولاد .
    رفع الصغار رؤوسهم وتأملوه بفضول . رفع العجوز عصاه وصوبها باتجاه الولد الأسود ثم تساءل وقد ازداد وجهه عبوسا : ـ
    كيف تلعبون مع ولد أسود ؟ !.
    تعجب الصغار منه وتبادلوا نظرات استهجان لكلامه إلا أن أحدا منهم لم يتكلم .
    تأملوا وجه رفيقهم الذي كان يزدرد ريقه بصعوبة. دنا العجوز منه حتى كادت عصاه أن تلامس أنفه ثم قال : ـ
    ألا تعلمون أن السود لا يدخلون الجنة ؟ !
    اغتاظ الصغار من العجوز فانصرفوا عنه وهم يسبونه ويرمونه بالسفه والجنون .
    تحلقوا حول رفيقهم وقرروا أن يلعبوا بعيدا عن هذا المكان ، جذبوه بقوة كي يركض معهم إلا أنه كان يجر قدميه بصعوبة وجسده يرتجف بقوة . حاول جاهدا أن يختفي عن أنظارهم دون أن ينتبهوا إليه . حشر جسمه النحيل بين جموع المنصرفين من الحرم ومشى حتى وصل إلى البوابة التي يخرج منها أبوه بعد انتهاء الصلاة .
    جلس على عتبة البوابة ينتظر أباه ،تتردد في ذهنه كلمات العجوز : ـ
    إن السود لا يدخلون الجنة .
    اجتاحته رغبة قوية في البكاء وإحساس آسر بالغربة .
    في تلك الأثناء خرج إمام الحرم مع رفاقه من تلك البوابة فوقف الولد على أطراف أصابعه لكي يرى وجه الإمام ، ولكنه لم يتمكن من ذلك بسبب الزحام الشديد . مشى مسرعا خلف موكب الإمام ينسل من بين الرجال ليقترب من الإمام إلا أنه كلما اقترب منه حال بينهما بعض المنصرفين من الصلاة الذين يسيرون في اتجاهات مختلفة .
    بدأ قلبه يخفق بقوة ، ترتعش في صدره صرخة دامية ، يجاهد ليخرج صوته المختنق ..أحس أنه يركض وحيدا في ممرات سجن كبير ، ينادي بلا صوت .. كلماته تتردد في فضاء الحرم لكن أحدا لا يسمعها : ـ
    يا شيخ .. يا شيخ .. أرجوك توقف ، انتظرني ، أريد أن أقول لك شيئا ، أرجوك التفت إلى الوراء ، أنا قريب منك جدا .. يا شيخ يا شيخ .
    حين عجز أن يخرج صوته من صدره تساقطت دموعه غزيرة .
    ابتعد موكب الإمام عن الحرم حتى وصل الى سيارة الإمام .. فجأة وجد الولد نفسه محاذيا للإمام ممسكا ذيل عباءته بكلتي يديه . كان يلهث ويشعر بعطش شديد ، حاول أن يتكلم فخرج صوته ضعيفا مرتجفا : ـ
    يا شيخ أرجوك .. توقف .. أريد أن أسألك .
    انتبه الإمام الى الولد ورثى لحالته فابتسم له فاطمأنت نفس الولد .
    سأله الإمام : ـ ماذا تريد يا ولدي ؟
    هدأ الولد قليلا واسترد أنفاسه ، حاول أن يستجمع قواه رغم جفاف حلقه والرهبة التي غمرته حين رأى وجه الإمام ثم سأله : ـ
    هل صحيح يا شيخ أن السود لا يدخلون الجنة ؟
    أطرق الشيخ هنيهة ثم دنا من الولد وربت على رأسه وسأله : ـ من قال لك ذلك ؟
    :ـ رجل عجوز خرج من الحرم قبل قليل .
    ابتسم الشيخ ابتسامة جميلة مشرقة أضاءت نفس الولد ثم هبت نسمات ربيعية عليلة حملت معها شذا المسك المتضوع من ثنايا ثياب الإمام فانتشى الولد حينئذ ، قال الإمام : ـ
    يا ولدي لا تصدقه ، الصالحون هم الذين يدخلون الجنة ، سودا كانوا أم بيضا ، الذين يطيعون الله ورسوله وإذا وقعوا في معصية سارعوا الى التوبة والاستغفار ، الذين لا يؤذون أحدا من الناس ، هؤلاء هم الذين يدخلون الجنة .إن الله لا ينظر إلى أجسامنا ولون أبشارنا ولكنه ينظر إلى قلوبنا . إن شاء الله ، أنا وأنت سندخل الجنة ، ولكن هل تعلم من سنجد قبلنا هناك ؟
    : ـ من يا شيخ ؟
    بلال رضي الله عنه مؤذن النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، كان أسود اللون ، قال له النبي صلى الله عليه وسلم ذات مرة : ـ ( إني سمعت ( دفّ ) نعليك بين يدي في الجنة ) ذلك أن بلالا لم يتطهر طهورا في ساعة من ليل أو نهار إلا صلى بذلك الطهور ما كتب له أن يصلي .
    وأسامة ابن زيد ( حبّ ) رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أسود اللون ، وأم أيمن ( بركة ) الحبشية مربية الرسول كانت سوداء اللون . هؤلاء يابني من أقرب الناس الى المصطفى ، كانوا سودا .
    مد الشيخ يده ليصافح الولد فلم يصدق الولد عينيه ، مد يده المرتعشة فشد الإمام يده على أصابع الولد وقال : ـ الله يدخلنا الجنة ويجيرنا من النار ، قل آمين .
    قال الولد : ـ آمين.. آمين .
    انصرف الإمام وركب سيارته بينما الولد يتأمل أصابعه التي صافحت يد الإمام و بعد هنيهة فوجئ الولد برفاقه يحيطون به ويعاتبونه لأنه جعلهم يبحثون عنه في الساحة وقتا طويلا حتى وجدوه .
    أمسك أحدهم بيده وركضا سويا ، إلا أن الولد لاحظ للمرة الأولى أن لاشئ يشبهه في تلك الساحة سوى حمام الحرم ذو اللون الرمادي الداكن.



    منقول .....

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 5:47 am